العروض والخصومات: كيف يمكن أن تضر بعلامتك التجارية؟

العروض والخصومات: كيف يمكن أن تضر بعلامتك التجارية؟

إذا كنت صاحب أو مدير متجر إلكتروني، فقد تفكر في استخدام العروض والخصومات كأداة لجذب العملاء وزيادة المبيعات. ولكن هل تعلم أن هذه الأداة قد تكون سلاحا ذا حدين؟ فقد تضر بعلامتك التجارية وتقلل من قيمتها وثقة العملاء بها!

في هذا المقال، سنشرح لك مفهوم وأهداف وأنواع العروض والخصومات في التجارة الإلكترونية، وسنبين لك أضرارها على علامتك التجارية إذا لم تستخدمها بحرص، وسنقدم لك حلولًا وتوصيات لتجنبها أو التخفيف منها.

أنواع العروض والخصومات في التجارة الإلكترونية؟

العروض والخصومات هي استراتيجيات تسويقية تستخدم لتقديم تخفيضات أو مزايا إضافية للعملاء عند شراء منتجات أو خدمات من متجر إلكتروني. هناك عدة أنواع من العروض والخصومات، مثل:

        الخصومات المباشرة: هي تخفيض نسبة مئوية من سعر المنتج أو الخدمة، مثل خصم 50 % على جميع الملابس.

        الخصومات غير المباشرة: هي تقديم قسائم شراء، أو نقاط مكافأة، أو هدايا مجانية، أو شحن مجاني، أو ضمان مطول، أو خدمة عملاء مميزة، مثل: أحصل على قسيمة شراء بقيمة 100 ريال عند شراء منتجات بقيمة 500 ريال.

        العروض المحدودة: هي تقديم خصومات أو مزايا لفترة زمنية محدودة، مثل خصم 30 % على جميع المنتجات لمدة 24 ساعة فقط.

        العروض المشروطة: هي تقديم خصومات أو مزايا بشروط معينة، مثل خصم 20 % على المنتج الثاني عند شراء منتج واحد، أو خصم 10 % على طلبك الأول فقط.

ما هي أهداف العروض والخصومات في التجارة الإلكترونية؟

العروض والخصومات لها عدة أهداف تسويقية يمكن أن تستفيد منها المتاجر الإلكترونية، مثل:

        جذب عملاء جدد: العروض والخصومات قد تثير اهتمام العملاء الذين لم يسمعوا عن متجرك أو الذين لم يشتروا منه بسبب ارتفاع الأسعار. فالتخفيضات تخلق انطباعًا بأن المنتجات أو الخدمات لها قيمة عالية وفرصة لا تعوض.

        زيادة المبيعات: العروض والخصومات قد تحفز العملاء على شراء المزيد من المنتجات أو الخدمات التي تقدمها، خاصة إذا كانت محدودة الزمن أو الكمية. فالعملاء يرغبون في الاستفادة من التوفير والحصول على أفضل صفقة ممكنة.

        زيادة ولاء العملاء: العروض والخصومات قد تجعل العملاء يشعرون بالامتنان والتقدير لمتجرك، وبالتالي يزيدون من تكرار زيارتهم وشرائهم. كما قد تساعد في إنشاء علاقة طويلة الأمد مع العملاء، خاصة إذا كانت مخصصة أو حصرية لهم.

        التخلص من المخزون الزائد أو المنتهي: العروض والخصومات قد تساعد في بيع المنتجات التي لا تحظى بإقبال كبير أو التي تقترب من تاريخ انتهائها. فبدلا من إهدار هذه المنتجات أو خسارة مساحة في المستودع، يمكن استغلالها لزيادة حركة المبيعات وجذب انتباه العملاء.

        الترويج للمنتجات الجديدة: العروض والخصومات قد تساعد في إطلاق المنتجات الجديدة في السوق بطريقة فعالة. فالخصومات تحفز العملاء على تجربة المنتجات التي لا يعرفونها أو يخشون شراءها بسبب عدم التأكد من جودتها أو فائدتها.

اقرأ أيضا: تعزيز ثقة العملاء بالمتجر الإلكتروني: دليل لأفضل الممارسات والسياسات

ما هي أضرار العروض والخصومات على علامتك التجارية؟

رغم فوائدها، فإن العروض والخصومات قد تحمل أخطار كبيرة على علامتك التجارية، إذا لم تستخدم بحكمة وإستراتيجية. فقد تؤدي إلى:

        خفض هامش ربحك: عند تقديم خصومات كبيرة أو مستمرة، فإنك تقلل من الدخل الذي تحصل عليه من كل عملية بيع. وهذا قد يؤثر سلبا على ميزانيتك وقدرتك على تغطية التكاليف الثابتة والمتغيرة لعملك. كما قد يجعلك تضطر إلى رفع أسعارك في المستقبل لتعويض الخسائر، مما قد يزعج العملاء ويخسر ثقتهم.

        تقليل قيمة علامتك التجارية: عند تقديم خصومات كثيرة أو دائمة، فإنك تخاطر بإنشاء صورة سلبية عن علامتك التجارية في أذهان العملاء. فقد يظنون أن منتجاتك، أو خدماتك رخيصة الجودة، أو قديمة الصنع، أو غير مطلوبة. كما قد يفقدون الاحترام والإعجاب بعلامتك التجارية، ويرونها مجرد مصدر للصفقات المغرية، وليس لها قيمة مضافة أو تميز.

        تقليل ثقة العملاء: عند تقديم خصومات متغيرة أو مبالغ فيها أو غير منصفة، فإنك تخاطر بإثارة الشكوك والشعور بالظلم لدى العملاء. فقد يشعرون بالغضب أو الخيبة إذا اشتروا منتجًا أو خدمة بسعر مرتفع، ثم وجدوا أنه تم تخفيضه بعد فترة قصيرة. أو إذا اكتشفوا أن هناك عروضا أفضل لعملاء آخرين. هذا قد يؤدي إلى فقدان ثقتهم بصدق وشفافية علامتك التجارية، والبحث عن بدائل أخرى.

        تقليل التزام العملاء: عند تقديم خصومات مشروطة أو محدودة، فإنك تخاطر بإحباط وإزعاج العملاء. فقد يشعرون بالضغط أو الإجبار على شراء شيء لا يحتاجونه أو لا يرغبون فيه، فقط للاستفادة من الخصم. أو قد يفوتهم الخصم بسبب نفاد المخزون أو انتهاء المهلة. هذا قد يؤدي إلى خسارة رضاهم وولائهم لعلامتك التجارية، والانتقال إلى منافسين آخرين.

ما هي الحلول أو التوصيات لتجنب أو التخفيف من الأضرار؟

لا شك في أن العروض والخصومات لها دور مهم في التسويق والبيع في التجارة الإلكترونية، لكن يجب استخدامها بحذر وحسب. فلا تجعلها هي الأساس في استراتيجيتك، ولا تعتمد عليها كوسيلة دائمة للتنافس. بل احرص على تقديم قيمة حقيقية ومستدامة لعملائك، تجعلهم يثقون بك ويحبونك ويتعلقون بك. ولتحقيق ذلك، نقدم لك بعض الحلول أو التوصيات التالية:

        اختر العروض والخصومات المناسبة لأهدافك: قبل أن تقرر تقديم خصم أو عرض ما، فكر فيما تريد تحقيقه منه. هل تريد جذب عملاء جدد؟ أو زيادة المبيعات؟ أو زيادة ولاء العملاء؟ أو التخلص من المخزون؟ أو الترويج لمنتج جديد؟ ثم اختر النوع والقيمة والشروط والفترة الزمنية للخصم أو العرض بناء على هذه الأهداف. كما احرص على قياس نتائج الخصم أو العرض، وتحليلها، وتعديلها إذا لزم الأمر.

        احترم عملائك: لا تستغل حاجة أو رغبة عملائك في التوفير، بل احترمها. فلا تقدم لهم خصومات زائفة أو مضللة، أو تغير سعر المنتج قبل أو بعد الخصم، أو تفرض عليهم شروطًا صعبة أو غير واضحة. بل اجعل خصوماتك، وعروضك حقيقية، وشفافية، وسهلة. كما احرص على إبلاغ عملائك بالعروض والخصومات بطرق مختلفة، مثل البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو الموقع الإلكتروني نفسه.

        أبرز قيمة علامتك التجارية: لا تجعل السعر هو المحور الأساسي في تسويق منتجاتك أو خدماتك، بل أبرز المزايا والفوائد التي تقدمها لعملائك. بل أظهر لهم كيف تساعدهم في حل مشكلاتهم أو تحسين حياتهم. كما احرص على إظهار شخصية علامتك التجارية، والقيم والرؤية والرسالة التي تنطوي عليها. بهذه الطريقة، تخلق انتماء وولاء وثقة لدى العملاء، وتجعلهم يختارونك لأسباب أكثر من مجرد السعر.

خاتمة

في هذا المقال، قدمنا لك نظرة عامة عن مفهوم وأهداف وأنواع العروض والخصومات في التجارة الإلكترونية، وأشرنا إلى أضرارها المحتملة على علامتك التجارية، وأعطيناك بعض الحلول أو التوصيات لتجنبها أو التخفيف منها. نأمل أن يكون هذا المقال مفيدًا لك، وأن يساعدك في اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن استخدام العروض والخصومات في متجرك الإلكتروني. إذا كان لديك أي استفسار أو تعليق، فلا تتردد في التواصل معي.

أحدث أقدم