التجارة الإلكترونية هي
عملية بيع وشراء السلع والخدمات عبر الإنترنت، وهي تشهد نمواً مستمراً ومتسارعاً
في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل جائحة كورونا التي أثرت على الأنشطة التجارية
التقليدية.
ووفقاً لتقرير منظمة
التجارة العالمية، بلغ حجم التجارة الإلكترونية عالمياً 26.7 تريليون دولار في
عام 2019، بزيادة 4% عن عام 2018، وشكلت 30% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. كما
أظهر تقرير منظمة
الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن نصيب التجارة الإلكترونية من إجمالي
المبيعات العالمية ارتفع من 16% في عام 2019 إلى 19% في عام 2020.
ومع ذلك، فإن التجارة
الإلكترونية تواجه بعض التحديات والعوائق التي تحول دون استغلال إمكاناتها الكاملة،
خاصة في سياق العولمة والتنافسية. أحد هذه التحديات هو كسب ثقة العملاء، والتي تعد
عاملاً حاسماً في نجاح أو فشل أي مشروع تجاري إلكتروني. فالثقة هي "الإحساس
بالأمان والرضا والانسجام بين الطرفين المشاركين في علاقة تبادل"، كما
يعرفها باحثون في مجال التسويق.
وفي سوق مفتوح وغير محدود
كالإنترنت، يزداد دور الثقة في تخفيض المخاطر المحتملة وزيادة المزايا المتوقعة من
التعامل مع مزود أو بائع غير مألوف.
ولذلك، يجب على المتاجر
الإلكترونية اتباع مجموعة من الممارسات والسياسات التي تسهم في بناء ثقة العملاء
وزيادة رضاهم وولائهم. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض هذه الممارسات والسياسات
لتمكينك من كسب ثقة العملاء وتحقيق رضاهم.
تصميم موقع متجاوب وسهل
الاستخدام
أول انطباع يحصل عليه
العميل عند زيارة المتجر الإلكتروني هو تصميم
الموقع وشكله ووظائفه. لذلك، يجب أن يكون الموقع مصمماً بشكل احترافي وجذاب،
يعكس هوية المتجر ورسالته وقيمه. كما يجب أن يكون الموقع متجاوباً مع جميع الأجهزة
والشاشات، سواء كانت حاسوب أو هاتف أو لوحي، حتى يسهل على العميل التصفح والبحث
والشراء بأي وسيلة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن
يكون الموقع سهلاً في الاستخدام، بحيث يوفر للعميل خطوات بسيطة وسريعة لإتمام
عملية الشراء، دون تعقيدات أو إزعاجات. كذلك، يجب أن يحتوي الموقع على عناصر
تفاعلية تحسِّن من تجربة العميل، مثل الصور، والفيديوهات.
حماية خصوصية وأمان العملاء
أحد أهم المخاطر التي تهدد
ثقة العملاء في التجارة الإلكترونية هو انتهاك خصوصية أو أمان بياناتهم الشخصية أو
المالية. فالإنترنت هو مساحة مفتوحة للجميع، ولا يخلو من المخترقين
أو المحتالين أو المستغلين. لذلك، يجب على المتجر الإلكتروني اتخاذ كافة
التدابير اللازمة لضمان حفظ سرية وأمان معلومات العملاء، سواء كان ذلك باستخدام
تقنية التشفير أو شهادات الأمان أو بروتوكولات نقل البيانات.
كما يجب على المتجر إطلاع
العميل على سياسة
الخصوصية التي يتبعها، والتي تشرح كيفية جمع واستخدام وحفظ وإفشاء بيانات
العميل. كذلك، يجب على المتجر إطلاع العميل على شروط وأحكام استخدام الموقع، التي
تحدد حقوق وواجبات كل منهما، والمسؤوليات المترتبة على كل طرف في حالة حدوث أي
مشكلة أو خلاف.
تواصل معي لنكتب واحدة
تقديم محتوى قيِّم وموضوعي عن المنتجات أو الخدمات
المحتوى
هو المادة الأساسية التي يقدمها المتجر الإلكتروني للعملاء، وهو الذي يحدد مدى
جذبهم وإقناعهم بالشراء. لذلك، يجب أن يكون المحتوى عالي الجودة وشفافاً
وموضوعياً، بحيث يعطي العميل صورة واضحة وصادقة عن المنتج أو الخدمة التي يرغب
فيها.
يجب أن يحتوي المحتوى على
معلومات كافية ودقيقة عن خصائص ومزايا وعيوب وأسعار وطرق شحن وضمان المنتجات أو
الخدمات، بالإضافة إلى صور أو فيديوهات توضح شكلها وجودتها. كما يجب أن يكون
المحتوى مكتوباً بلغة سليمة وسهلة ومفهومة، دون أخطاء إملائية أو نحوية أو ترجميه،
حتى لا يخلق انطباعاً سلبياً عن المتجر.
مشاركة آراء وتقييمات
العملاء السابقين
أحد العوامل التي تزيد من
ثقة العميل في المتجر الإلكتروني هو سماع
آراء وتقييمات العملاء السابقين، الذين قاموا بشراء نفس المنتج أو الخدمة التي
يرغب فيها. فهذا يساعده على تأكيد صحة المعلومات التي قدمها المتجر، والتعرف على
مستوى رضاهم وولائهم، والحصول على نصائح أو إرشادات قد تفيده في اتخاذ قراره.
لذلك، يجب على المتجر تشجيع
العملاء على مشاركة تجاربهم وآرائهم بصورة حرة وصادقة، سواء كان ذلك بالإيجاب أو
السلب، وعرضها بشكل مرئي وسهل على صفحات المنتجات أو الخدمات. كذلك، يجب على
المتجر التفاعل مع هذه الآراء والتقييمات، بالشكر، أو التقدير، أو التصحيح، أو التوضيح،
أو التعهد بالتحسين.
تقديم محتوى تسويقي مفيد
ومثير للاهتمام
المحتوى التسويقي هو
المحتوى الذي يهدف إلى جذب انتباه العملاء وزيادة اهتمامهم بالمتجر والمنتجات أو
الخدمات التي يقدمها.
ويختلف المحتوى التسويقي عن المحتوى العادي بأنه يحتوي على عناصر إبداعية وإثارة وإقناع، تجعل العميل يشعر بالفضول أو الحاجة أو الرغبة في التعرف أكثر أو التفاعل أو الشراء.
ويمكن أن يكون المحتوى
التسويقي على شكل مقالات أو مدونات أو نشرات أو بودكاست أو فيديوهات أو إنفوجرافيك
أو نصائح، أو قصص نجاح، أو عروض خاصة، أو مسابقات، أو هدايا. ويجب أن يكون المحتوى
التسويقي متناسباً مع جمهور المتجر وأهدافه وقيمه، وأن يكون محدثاً ومتجدداً
باستمرار، لكيلا يفقد جاذبيته وفعاليته.
تطبيق سياسة إرجاع قوية
وواضحة
أحد المخاطر التي تخشاها
العملاء في التجارة الإلكترونية هو عدم تطابق المنتج الذي يستلمونه مع المنتج الذي
طلبوه، سواء في الشكل، أو الجودة، أو المواصفات. ففي هذه الحالة، قد يرغب العميل
في إلغاء طلبه أو استرجاع المنتج أو استبداله بآخر.
لذلك، يجب على المتجر تطبيق
سياسة إرجاع
قوية وواضحة، تحدد شروط ومدة وطريقة الإرجاع، وتضمن للعميل حقه في استرداد
مبلغه أو تبديل منتجه بسهولة وسرعة. كما يجب على المتجر توفير خدمة عملاء متاحة
ومتعاونة للتعامل مع طلبات الإرجاع وحل أي مشاكل قد تنشأ.
تواصل معي
خاتمة
في هذا المقال، استعرضنا
بعض الممارسات والسياسات التي تساعد في بناء ثقة العملاء بالمتجر الإلكتروني،
والتي تشمل: تصميم موقع متجاوب وسهل الاستخدام، وحماية خصوصية وأمان العملاء،
وتقديم محتوى جودة وشفاف عن المنتجات أو الخدمات، ومشاركة آراء وتقييمات العملاء
السابقين، وتقديم محتوى تسويقي مفيد ومثير للاهتمام، وتطبيق سياسة إرجاع قوية
وواضحة.
آمل أن يكون هذا المقال
مفيداً لك، وأن يمثل خطوة حيوية ضمن خطواتك لتحقيق أهداف تجارتك وإنجاح مقاصدها.