
لا أعتقد أنَّك لم تسمع بهذا النموذج من قبل! سواء كنت موظفا أو مُقدِّم
خدمات، فقط طُلب منك حتما أو نُصحت يوما بأن تجعل أهدافك: SMART. والحقيقة، إن هذا الطلب يتسبب في كثير من
الإزعاج للجميع؛ إما لعدم فهمه، أو لصعوبة صياغته الناتجة عن غياب المعلومات
الكافية لذلك!
في هذا المقال، ومن خلال الإجابة على خمسة أسئلة فقط، سأعلمك كيف تضع
أهدافا: محددة، ذات صلة، قابلة للقياس، وأخيرا، ذات حدود زمنية واضحة، وهي ما
تُسمى بـالأهداف الـ SMART. وفي نهايته
سأحدد لك وسيلة لتتواصل معي إذا ما احتجت أحدا يساعدك في تقييم أهدافك، وإذا ما
كانت SMART أو لا.
واطمئن، هذه الخدمة مجانية!
ماذا يعني كون الهدف SMART؟
باختصار، للأهداف القابلة للتحقيق ركائز تقوم عليها، فإذا غابت واحدة منها،
تأثرت فعالية الهدف ومعها قدرتك على تحقيقه. وهذا النموذج وإن علا ذكره حاليا،
إلَّا أنَّ ظهوره لأول مرة كان على يد جورج دوران عام
1981، أي قبل ميلادي أنا شخصيا! ورغم اختلافه عن شكله الحالي، إلَّا أنَّهما
ما زالا يتشاركان الثوابت والمبادئ نفسها.
يشير كل حرف من أحرف SMART إلى واحدة من ركائز الأهداف القابلة للتطبيق كما هو مُبيَّن بالصورة أدناه:
![]() |
صورة توضح مفهوم نموذج أهداف SMART |
وبعد أن تعرفت على ما يعنيه كل حرف من أحرف كلمة SMART، نأتي إلى الجانب العملي: كيف تكتب هدف SMART؟
وللإجابة على هذا السؤال وتحقيق ذلك الهدف لا بد من أن تجيب على خمسة
أسئلة، يمثل كل سؤال جانب أو ركيزة من ركائز الهدف القابل للتحقيق. وهي كما يلي:
ما الذي تريد تحقيقه بالتحديد؟
ومع بساطة السؤال، إلَّا أن هذه النقطة تسبب إزعاجا للجميع! فعندما توجِّه
هذا السؤال إلى أحدهم لن يجيبك سوى بكلمات غامضة، شديدة العمومية، لا تستطيع أبدا أن
تتصور كيف يمكن تحقيقها، كأن يقول لك: "أريد أن أزيد الوعي بعلامتي
التجارية!"، أو "أريد أن أزيد مبيعاتي! ".
إذا، هذه العبارات ليست واضحة أو دقيقة، ولجعلها كذلك نصيحتي وطريقتي
الخاصة هي: استخدم طريقة Objectives and Key Results (OKR) أو الأهداف والنتائج الرئيسية!
دعنا نقول إنك تريد أن تزيد الوعي بعلامتك، هذا نسميه Objective ولكن، ما علامات
ودلائل زيادة هذا الوعي؟، أو قل: ما الذي إذا تحقق أو رأيته تستطيع القول
بأن علامتك ارتفع الوعي بشأنها؟! وهنا يأتي دور العصف الذهني والبحث،
فقد تقول:
-
زيادة عدد المتابعين
-
زيادة الوصول
-
زيادة التفاعل
هذا جميل، نعم كل هذه علامات ودلائل على زيادة الوعي بعلامتك التجارية، وهو
ما يُسمى بالنتائج الرئيسية أو Key Results.
ولكنها لا تكفي!، فلا بد من أن تكون أكثر تحديدا، ولتُصبح كذلك لا بد من أن
تسأل نفسك سؤالا آخر وهو: كيف سأحقق ذلك الأمر؟
فقد تقول: "سأزيد عدد المتابعين من خلال زيادة النشر" جيد، ولكن
غير كاف! ما زلت لم تجِب على سؤال: "كيف". إذا، ما رأيك
لو قلنا: "إنك سترفع عدد المتابعين من خلال زيادة معدل النشر الأسبوعي
من 8 منشورات إلى 15 منشورا! "
ممتاز! أعتقد أن هذا محدد بما يكفي!
![]() |
صورة توضح طريقة صياغة هدف محدد |
انتظر، لم ننتهِ بعد من وضع هدفك، الآن ننتقل إلى المرحلة التالية، والسؤال الثاني:
كيف يمكن تتبع وقياس إنجازاتك؟
لا يكفي أن تحدد ما الذي تريده بالضبط! بل لا بدم من أن تكون قادرا على
تتبع هذا الهدف، وحساب مستوى تقدمك فيه. هنا يأتي دور البيانات السابقة
ومعايير الصناعة التي تعمل فيها.
لنقل إن عدد متابعيك الحالي هو 1000 متابع على تويتر، وأنت تريد أن تزيد
الوعي بعلامتك، وقد اخترت إحدى النتائج الرئيسية مثلا: زيادة عدد المتابعين من
1000 إلى 2000. هنا نستطيع القول بأن هدفك أصبح قابلا للقياس، إذ يمكنك تتبع تقدمك
وإنجازك إيَّاه، فإذا زاد عدد متابعيك من 1000 إلى 1800، فقد حققت الهدف بنسبة 80 %،
ولو زاد إلى 2100 فهذا يعني أنَّ هدفك تحقق بنسبة 110 %!
المقياس الذي استخدمته هنا هو عدد المتابعين، ولكل نتيجة رئيسية – Key Result المقاييس أو الـ Metrics الخاصة بها، فالتفاعل مع علامتك التجارية مثلا قد يمكن قياسه بعدد التعليقات، أو الإعجاب أو المشاركات!
![]() |
صورة توضح كيفية صياغة هدف قابل للقياس |
إذا أردت دليلا شاملا للمقاييس التي يمكن استخدامها في استراتيجية وعملية
من عمليات التسويق الإلكتروني، انطلق إلى هذا المصدر، ولكن
بعد الانتهاء من المقال. والآن نأتي للخطوة التالية والسؤال الثالث:
هل هذا الهدف قابل للتحقيق؟
يميل البعض إلى وضع أهداف كبيرة وضخمة، والبعض إلى أهداف هزيلة وضعيفة،
والحقيقة أن كليهما مُخطئ! فإذا وضعت هدفا خارج حدود إمكاناتك، فسيؤدي ذلك إلى
استسلامك سريعا، وشعورك المتوالي بالفشل! وإذا وضعت هدفا أقل من إمكاناتك فقد
فوَّت على نفسك فرصة النمو والزيادة التي تستحقها!
إذا، كيف تعرف ما إذا كان هدفك قابلا للتحقيق؟ الإجابة هي: ابحث عن الأدلة!،
عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال: هل فعلا سيزيد معدل النشر عدد المتابعين؟ هل
هناك دليل على ذلك؟
قد تقول: نعم، عندما زدتُّ معدل النشر الشهر الماضي من 5 منشورات أسبوعيا
إلى 8 منشورات، تسبب ذلك في زيادة عدد المتابعين من 800 إلى 1000، ومن المتوقع أن
زيادة عدد المنشورات قد يزيد من عدد المتابعين!
أو قد تقول: إنه وفقا لدراسة نشرتها مجلة كذا، أو موقع كذا، أن خوارزميات
تويتر الجديدة تُولي اهتماما أكبر لكثافة النشر، وهو ما يعني أن زيادة معدل النشر
سيؤثر إيجابا على عدد المتابعين.
هكذا، ابحث عن الأدلة!، وبعدها تسأل نفسك سؤالا: هل أنا أملك الإمكانات والموارد التي تساعدني على تحقيق هذا الهدف؟ فقد تُثبت الأدلة صحة الاستراتيجية التي تسعى لتطبيقها، ولكن، هل أنت قادر على ذلك! فزيادة معدل النشر معناه زيادة في التصاميم والمحتوى المكتوب والأفكار! وقد لا تملك الوقت أو المال لكل ذلك!
قد تحتاج إلى مراجعة نفسك، كأن تقول: بدلا من زيادته إلى 15 منشورا أسبوعيا، سأجعله 10 فقط! لأن هذه إمكاناتي وقدراتي، وهذا يعني أنَّه بدلا من الوصول إلى 2000 متابع قد تحتاج إلى تعديل الرقم إلى 1500 وفقا لإمكاناتك.
![]() |
صورة توضح كيفية صياغة هدف قابل للتحقيق |
قل لي، هل أنت مستمتع حتى الآن؟
أتمنى أنَّك مازلت محتفظا بحماستك، لأننا سننتقل إلى المرحلة التالية، والسؤال
الرابع:
هل يحقق هذا الهدف رؤية الشركة وأهدافها؟
أحيانا قد تتحمس، أو يتحمس بعض الموظفين، فيضعون أهدافا رائعة، ولكنها
ببساطة لا تحقق أهداف الشركة ورؤيتها!، فقد يكون زيادة الوعي هدف رائع، ولكنه لا
يخدم الشركة في مرحلتها الحالية، وقد يكون احتياج الشركة أو مرحلتها هو الدفع
بالمبيعات!
تأكَّد من أنَّ هدفك يحقق رؤية المؤسسة وهدف المرحلة التسويقي والبيعي. هنا
نحن نفترض أن الشركة حديثة عهد بالسوق، وبالتالي فهدف الوعي قد يكون مناسبا أكثر
من أي هدف آخر، وهو بالتالي هدف ذو صلة بأهداف الشركة ومرحلتها!
![]() |
صورة توضح كيفية صياغة هدف ذو صلة |
والآن، سؤالنا الأخير:
كمْ من الوقت تحتاج لتحقيق هذا الهدف؟
لا أعتقد أنَّك ستضع هدفا لتسعَ إليه مدى الحياة! فلا بد إذا من إضافة عامل
الوقت؛ لتعلم جيدا متى ستجلس وتحاسب نفسك، وفريقك وتسأل: هل حققنا هدفنا؟
ورجاء، كن حذرا، فوضع حدود زمنية ضيقة للغاية سيؤثر سلبا على كل شيء،
وسيتسبب في استسلام الفريق واستسلامك، وإذا كان الحد الزمني واسعا وفضفاضا زيادة
عن اللزوم فهذا يعني التراخي وهدر موارد الشركة!
إذا، لنقل أنَّك قد حددت المدى الزمني لهدفك وهو ثلاثة أشهر مثلا!
ليكون الشكل النهائي لهدفك كما هو في الصورة أدناه
![]() |
صورة توضح الهدف النهائي وفق نموذج SMART |
أُبارك لك يا صديق صياغة هدفك ليكون في النهاية: محدد، قابل للقياس، ذو
صلة، واقعي، وذو حدود زمنية واضحة ومنطقية!
الخاتمة
والآن، بعد أن تعرَّفنا على الأهداف وفق نموذج SMART، وعرفنا سويا كيف يمكنك صياغة هدف وفقا لهذا النموذج، دعني أذكِّرك وأُلخِّص لك الأسئلة التي سألناها لأنفسنا في هذا المقال:
![]() |
صورة توضح جميع الأسئلة التي تحتاجها كتابة هدف SMART |
والآن جاء دورك، هل تستطيع أن تصوغ باقي أهدافك بهذه الطريقة؟ أنصحك بأن
تجلس وتعمل فورا من الآن ولا تُسوِّف أو تأخر هذا الأمر، وإذا احتجت لمساعدة أو
تقييم لأهدافك، راسلني فورا، سأساعدك في هذا... مجانا