5 أخطاء ارتكبتها أثناء إعداد استراتيجيات المحتوى، تعرَّف عليها، واحذرها

5 أخطاء ارتكبتها أثناء إعداد استراتيجيات المحتوى، تعرَّف عليها، واحذرها
المصدر: columnfivemedia

 

تتوقف على استراتيجية المحتوى نتائج عدَّة، بدءا من تحقيق الظهور لعميلك وتعزيز سمعة علامته التجارية وحتى الدفع بعجلة المبيعات وتحقيق العائدات التي تحافظ على استمرار العمل ونموه، ولا شك في أن هذه النتائج ستحافظ على عملائك، وتعزِّز ولاءهم لك.

لذا، من الضروري التعامل مع أي مؤثر قد يُضعفها بحزم، وبسرعة حتى تتعاظم الفرص أمامك لتحقيق أهدافك وأهداف عملائك.

وفي هذا المقال، سأضع بين يديك خلاصة خبرتي في التعامل مع أخطاء أثَّرت بدرجة ملحوظة على نتائج مشاريع إعداد استراتيجيات المحتوى التي عملت عليها، سأبينها لك، وكيف أصلحتها وتخطيتها حتى صرت أضع استراتيجيات محتوى يمكنك تسميتها بـ "فعَّالة"، فتابع القراءة.

لا تعمل وحدك

في بداية الأمر كنت أظن أن استراتيجية المحتوى ما هي إلى مجموعة من الأفكار المُنظمة والمتسلسلة للوصول إلى نتائج محددة بواسطة المحتوى؛ وبذلك فلست أحتاج سوى القليل من الهدوء والتركيز ومعهما ورقة وقلم لأخط عليها مسارات واضحة؛ يسير خلالها عملائي وفقا لمراحل الشراء أو قمع المبيعات.

هذا يعني العمل بمفردي تماما، متجاهلا آخرين قد يمكنني الاستفادة منهم لإعداد استراتيجية يُمكن وصفها بأنها "واقعية"

وأقصد بالآخرين هنا: كل من له علاقة باستراتيجية المحتوى سواء كانوا مصدرا للمعلومات، أو سيشرفون على تنفيذها!

لا تتجاهل أبدا هؤلاء الأشخاص وإلا سينتهي بك الأمر إلى حيث انتهى بي. فقد أدَّى ذلك إلى:

-          استهلاك وقت وجهد كبير في البحث عن إجابات موجودة بالفعل لديهم.

-          إعداد استراتيجية غير واقعية ولا تعبر بقوة عن العمل.

-          عدم تبنِّيهم للاستراتيجية وهو ما أدَّى إلى فشل حتمي لها.

-          التنفيذ الخاطئ لها عمدا أو جهلا وهو ما أثَّر بشدة على النتائج!

والصحيح الذي تعلَّمته وطبَّقته أن أطلب اجتماعا مع الأقسام الأخرى والتي من أهمَّها:

-          التسويق: وذلك لكونهم في القلب من استراتيجيتك، وهم من سيشرفون على تطبيقها، لذا، فليس من الحكمة تجاهلهم

-          خدمة العملاء: فقط إذا أردت أن تفهم عملائك، وتتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم وتساؤلاتهم بخصوص منتجات عميلك أو خدماته.

-          المبيعات: وهم خادم الشركة الذي تُحفظ فيه كافة المعلومات عن السوق والعملاء والمنتجات، والحديث معهم سيكون مثمرا لدرجة لا تتصورها! كما أن مستهدفات البيع بيدهم وحدهم!

-          إدارة المنتجات: إذا أردت أن تحصل على معلومات وافية وواقعية عن المنتج أو الخدمة، فليس هناك أفضل من قسم إدارة المنتجات. قد تفيد أقسام أخرى مثل المبيعات والتسويق، ولكن يبقى لإدارة المنتجات اليد العليا التي يجب ألَّا تغفلها إذا كان لدى عميلك هذا القسم بالفعل.

استمع إلى هؤلاء، ناقشهم، أطرح عليهم الأسئلة الصحيحة، وأعدك أن تتغير استراتيجية المحتوى لديك 180 درجة!

لا تخجل أو تخشَ من طرح الأسئلة

لا أعلم صراحة السبب وراء تجنُّب سؤال عميلي عن المعلومات الضرورية لإعداد استراتيجية المحتوى! لعله مزيج من الخجل، والخوف من إرهاق العميل وإزعاجه، إلى جانب سبب آخر وهو الاعتقاد بأن العميل بطبعه كتوم ولا يحب أن يُفصح عمَّا لديه من معلومات تخص عمله لمستقل لا يعلم كيف سيستخدم هذه المعلومات!

كنت كغيري في بداية الأمر، أتجنَّب الأسئلة، وأعمل وفقا لملاحظاتي التي جمعتها من فحص حساباته وموقعه، وغفلت تماما عن كون السؤال يعني إجابة، والإجابة تعني حقيقة، والاستراتيجية المبنية على حقائق أفضل بكثير من تلك التُي بُنيت على افتراضات وملاحظات شخصية!

وبعد عدة تجارب مررت خلالها بحلقات متتالية من المعاناة والفشل أحيانا، تعلَّمت أن أسأل بلا خجل؛ لأن عميلي ببساطة سيحاسبني أيضا بلا خجل إذا لم تُثمر استراتيجيتي بشيء!

الآن صرت أخصص جلسة أو اثنتين مع عميلي أو الأقسام الأخرى المرتبطة بعملي- والتي ذكرتها بالأعلى- لأطرح عليهم كافة الأسئلة التي تساعدني على:

-          فهم العميل ورسم شخصيته.

-          دراسة المنتج والتعرف على قيمته الفريدة ومزاياه ومنافعه.

-          فهم العمل ونقاط قوته وضعفه.

-          التعرف على مشكلات وأهداف العمل التي يسعى عميلي لتحقيقها

-          الواقع الحالي خاصة واقع التسويق واستراتيجياته.

إجابات على أسئلة كهذه وفَّرت عليَّ الكثير الكثير من الوقت والجهد أثناء إعداد استراتيجية المحتوى!

لا تستخدم الذكاء الاصطناعي

قبل أن تبدأ في مهاجمتي، وتتوقف عن القراءة، رجاء اصبر قليلا، وتأمل معي!

منذ عام تقريبا كانت كل المهام بلا استثناء تُنفَّذ دون الحاجة للذكاء الاصطناعي، ودون حتى التفكير في محاولة إيجاد من ينوب عنَّا في إعداد الخطط والاستراتيجيات، وبالتالي، طلبي منك بألَّا تعتمد على الذكاء الاصطناعي ليس وهما أو دربا من الخيال، بل هو واقع وشيء أراه حسنا، ولي أسبابي الخاصة التي سأعرضها عليك.

قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، كان الإنسان يأخذ وقتا في فعل أمرين:

-          طرح الأسئلة والحصول على الإجابات

-          التفكير والتأمل والعصف الذهني لتوليد الأفكار

وهو ما يعني فهما عميقا وقدرة إبداعية لا محدودة! إلَّا أنَّه بظهور الذكاء الاصطناعي، تأثرت هاتان الوظيفتان بدرجة كبيرة!

ولكن كيف سيؤثر ذلك على استراتيجية المحتوى خاصتك؟

للذكاء الاصطناعي إغراء لا يمكن مقاومته! حيث يُعد لك التصورات ويعطيك المعلومات التي تبدو في ظاهرها واقعية! ولكن المشكلة الحقيقية، أنَّها ليست كذلك!

لا يعطيك الذكاء الاصطناعي إلا نماذج وتصورات مُعاد صياغتها من أخرى موجودة بالفعل، دون النظر إلى فعاليتها ومناسبتها لك ولعملك! وهو ما يعني ضرورة بذل الوقت والجهد لتدقيق ونقد ومراجعة تلك النماذج والمعلومات، لتجد نفسك في النهاية تبذل أضعاف الجهد المبذول في السؤال والتأمل والكتابة. ثم لتكتشف مع الوقت فقدانك لما هو أهم من المعلومات والنماذج، وهو قدرتك على البحث، وطرح الأسئلة ومناقشة الإجابات والتوصل إلى نماذج وأفكار فريدة.

لكن، لنكن واقعيين، فالذكاء الاصطناعي لا يزال وسيظل يفرض نفسه علينا كأداة لا يمكن أن نغفل أو نتجاهل وجودها وأهميتها. ولكن أهميتها في ماذا؟

على المستوى الشخصي لا أتخيل الذكاء الاصطناعي أكثر من "محرك بحث" يجلب إليَّ المعلومات الضرورية لاستراتيجية المحتوى بدقة وسرعة أكبر! وأنصحك بألَّا يكون بالنسبة لك أكثر من ذلك، إذا أردت أن توفر الوقت والجهد، وتحافظ مع ذلك على مهاراتك التي تمثل لك رأس مالك الحقيقي!

 

لا تتسرع في تسليم استراتيجية المحتوى

بعد جهد كبير وعناء في إعداد الاستراتيجية، وبعدما أصبحت كاملة- أو بالكاد- أمام عيني، لن أنكر شعوري ورغبتي المُلحة في تسليمها على الفور، لا أعلم السبب صراحة وراء ذلك، ولكن لا أعتقد أنَّ أحدا مثلي لا يرتكب هذا الخطأ!

ولكن، لماذا لا تتسرع في تسليم استراتيجية المحتوى؟

كأي عمل، عادة ما تكون النسخة الأولى مثالية في عين صاحبها، إلَّا أنها مع الأسف أبعد ما تكون عن ذلك، ستجد الكثير من العوار والعيوب التي لا بد من إعادة النظر فيها وإصلاحها قبل تسليمها.

لا بد من أن تتسم الاستراتيجية بالتسلسل المنطقي في كل مرحلة من مراحلها، ولا يجب أن تحتوي على ما يدعو إلى الريبة والتشكيك في منطقها أو كونها واقعية، وإن كان كذلك، فلا بد من أن يكون لديك إجابة منطقية، وفي ضوء هذين الأمرين أنت مُطالب بأن تُعيد تقييم عملك، مرتين على الأقل قبل تسليمه!

ولكن احذر، فليس معنى المراجعة والتنقيح، أن تقع في فخ المثالية، وهدر الوقت والجهد في محاولة تصحيح عيوب دقيقة لن تؤدي بك إلَّا إلى تسليم عمل مُشوَّه وغير متراكب! وذلك ببساطة لأنك حاولت أن تقاوم إنسانية عملك، وأهم سماتها، وهو الخطأ!

لا تختف بعد تسليم العمل

بعد تسليم الاستراتيجية، واستلام أموالي، لم أكن ألبث حتى أنشغل تماما عن عميلي باحثا عن آخر لأخدمه ومشروع جديد لأعمل عليه، والحقيقة أن هذه كانت حماقة مني! لأنَّي بالفعل لديَّ عميل!

بعد تسليم الاستراتيجية، قد يواجه العميل صعوبات في تنفيذها، ونقاط قد يُشكِل عليه فهمها ويحتاج إلى من يشرحها له، كما أنَّ هذه الاستراتيجية تحتاج لمن يتابع نتائجها لتحسينها وتعديل مسارها!

فإذا كنت متاحا أمام العميل في أي وقت، بل إذا بدأت أنت بالتواصل معه، سيشجعه ذلك على طرح الأسئلة وطلب المساعدة، وهو ما يعني مزيد من النقاش، مزيدا من الأفكار، ومزيدا من المشاريع

الآن، بعدما اكتسبت خبرتي في إدارة مشاريع استراتيجيات المحتوى، صرت أعرض على عميلي أن تتضمن الخدمة لقاءات دورية- شهرية في العادة- لمناقشة النتائج واقتراح التحسينات اللازمة. هكذا أُصبحت على تواصل دائم مع عميلي خلال فترات تنفيذ الاستراتيجية، وكذلك أبني الولاء لديه، والأهم من كل ذلك، هو اكتساب مزيد من الخبرة من خلال تحسين وتطوير استراتيجيتي.

الخاتمة

تلك الأخطاء التي ارتكبتها خلال مسيرتي في إعداد استراتيجيات المحتوى كلَّفتني الكثير من النتائج والوقت والمال كذلك، وبتصحيحها أصبح لعملي سمات جديدة، وهي الاحترافية، الواقعية، التنظيم!

وأنت كذلك لا يجب أن تغفلها، ويجب أيضا ألَّا تعتبرها قائمة شاملة بالأخطاء، بل تأمل أنت أيضا في عملك ومشاريعك، حدد الأخطاء، ثم صححها، وأراهنك أن ترى تحسُّنا رائعا في عملك وفي أدائك مع الوقت.

أحدث أقدم